الخميس، 9 يونيو 2011



 
حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر أردت للذهاب إلى المسجد
فقال لي :عليك ليل طويل فارقد .
قلت: أخاف أن تفوتني الفريضة
قال :الأوقات طويلة عريضةقلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة
قال: لا تشدد على نفسك في الطاعة
فما قمت حتى طلعت الشمس ...
فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات
وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار
فقلت: أشغلتني عن الدعاء
قال: دعه إلى المساء
وعزمت على المتاب ، فقال: تمتع بالشباب !
قلت: أخشى الموت
قال: عمرك لا يفوت ...
وجئت لأحفظ المثاني
قال: روّح نفسك بالأغاني
قلت: هي حرام
قال: لبعض العلماء كلام!
قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة
قال: كلها ضعيفة
ومرت حسناء فغضضت البصر
قال: ماذا في النظر؟
قلت: فيه خطر
قال: تفكر في الجمال فالتفكر حلال
وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق ..
فقال: ما سبب هذه السفرة ؟
قلت: لآخذ عمرة
فقال: ركبت الأخطار بسبب هذا الاعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة
قلت: لابد من إصلاح الأحوال
قال: الجنة لاتدخل بالأعمال
فلما ذهبت لألقي نصيحة ..
قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة
قلت: هذا نفع العباد
فقال: أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد
قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص؟ 
قال : أجيبك على العام والخاص 
قلت : أحمد بن حنبل؟ 
قال : قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل 
قلت : فابن تيمية؟ 
قال : ضرباته على رأسي باليومية 
قلت : فالبخاري؟ 
قال : أحرق بكتابه داري 
قلت : فالحجاج ؟ 
قال : ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج 
قلت : فرعون ؟ 
قال : له منا كل نصر وعون 
قلت : فصلاح الدين بطل حطين؟ 
قال : دعه فقد مرغنا بالطين 
قلت : محمد بن عبدالوهاب؟ 
قال : أشعل في صدري بدعوته الالتهاب وأحرقني بكل شهاب 
قلت : أبوجهل؟ 
قال : نحن له أخوة وأهل 
قلت : فأبو لهب ؟ 
قال : نحن معه أينما ذهب ! 
قلت : فلينين؟ 
قال : ربطناه في النار مع استالين 
قلت : فالمجلات الخليعة ؟ 
قال : هي لنا شريعة 
قلت : فالدشوش ؟ 
قال : نجعل الناس بها كالوحوش 
قلت : فالمقاهي ؟ 
قال : نرحب فيها بكل لاهي 
قلت : ما هو ذكركم؟ 
قال : الأغاني 
قلت : وعملكم؟ 
قال : الأماني 
قلت : وما رأيكم بالأسواق ؟ 
قال : علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق 
قلت : فحزب البحث الاشتراكي ؟ 
قال : قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي 
قلت : كيف تضلّ الناس ؟ 
قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات 
قلت : كيف تضلّ النساء ؟ 
قال : بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور 
قلت : فكيف تضلّ العلماء؟ 
قال : بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور 
قلت : كيف تضلّ العامة ؟ 
قال : بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة 
قلت : فكيف تضلّ التجار ؟ 
قال : بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات 
قلت : فكيف تضلّ الشباب ؟ 
قال : بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام 
قلت : فما رأيك بدولة اليهود (اسرائيل) ؟ 
قال : إياك والغيبة فإنها مصيبة واسرائيل دولة حبيبة ومن القلب قريبة 
قلت : فأبو نواس؟ 
قال : على العين والرأس لنا من شعره اقتباس 
قلت : فأهل الحداثة؟ 
قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة 
قلت : فالعلمانية؟ 
قال : إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني ومن سماهم فقد سماني 
قلت : فما تقول في واشنطن؟ 
قال : خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن 
قلت : فما رأيك في الدعاة ؟ 
قال : عذبوني وأتعبوني وبهذلوني وشيبوني يهدمون ما بنيت ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت 
قلت : فما تقول في الصحف ؟ 
قال : نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف 
قلت : فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟ 
قال : ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم 
قلت : فما فعلت في الغراب ؟ 
قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب 
قلت : فما فعلت بقارون ؟ 
قال : قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز 
قلت : فماذا قلت لفرعون ؟ 
قال : قلت له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر 
قلت : فماذا قلت لشارب الخمر ؟ 
قال : قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم 
قلت : فماذا يقتلك ؟ 
قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي 
قلت : فما أحب الناس اليك ؟ 
قال : المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون 
قلت : فما أبغض الناس اليك ؟ 
قال : أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد 
قلت : أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب !

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

حوار متخيل رائع

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More